السبت، 9 يونيو 2012

الطيب عبد الرحيم باحتفالية وفا: مساواتنا وإسرائيل في تعطيل عملية السلام ظلم وإجحاف بحقنا

قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إن مجرد المساواة بيننا وبين الجانب الإسرائيلي في تعطيل عملية السلام هو ظلم وإجحاف وتجني على الجانب الفلسطيني بالنظر إلى ما أعلنه الرئيس أوباما نفسه كأسس للعملية السلمية.

وأضاف عبد الرحيم في كلمته في احتفالية وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' بذكرى تأسيسها الـ40 برام الله اليوم السبت، لا بد أن يدرك البعض أن شعبنا لن يتوقف عن الوصول إلى هدفه وأن لا سبيل في عالم اليوم إلى غطرسة القوة والسلاح، ولا مكان للطغاة في هذا العصر الذي نعيش، وإن تذرع الحكومة الإسرائيلية بالتلكؤ حتى معرفة ما سيسفر عنه ما يسمى بالربيع العربي هو حجة واهية يضاف لما سبقها وما سيلحق بها من حجج وذرائع للتهرب من تنفيذ الاستحقاقات.

وقال: 'لا نود أن نذهب بعيداً في استعادة سيناريوهات سابقة إلى الأذهان عندما قالوا عن الرئيس الخالد ياسر عرفات أنه ليس شريكا'.

وأضاف 'إنا لم نكن وحدنا في هذا الكفاح العادل ضد الاحتلال، فقد اصطفت إلى جانبنا شعوبنا العربية الشقيقة، وكل قوى الخير والعدل في العالم، ومنها قوى السلام الإسرائيلية'.

وأعرب عبد الرحيم عن أمله بان تكون عملية المصالحة قد بدأت خطواتها الأولى. وقال لكن هذا لا يعني أن كل العقبات قد أزيلت، وقال: 'نحن متفائلون بحكم توقنا إلى استعادة وحدتنا، لكننا حذرون بحكم تجربتنا الطويلة المتعثرة من محاولات كسب الوقت وإدارة الانقسام وليس إنهاؤه'.

ونقل عبد الرحيم تحيات الرئيس محمود عباس، للضيوف المشاركين في الحفل وإعجابه بدورهم المميز في دعم الكفاح الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال.

وهنأ عبد الرحيم وكالة 'وفا' بعيدها الأربعين، وقال: 'لقد نمت 'وفا'  بأدائها واتسع نطاق تغطيتها ما أدى إلى توسيع دائرة المعرفة بالشأن الفلسطيني واستقطاب التعاطف مع شعبنا والتفهم لقضيته'.

وفيما يلي نص كلمة أمين عام الرئاسة في الحفل:

الأخ رياض الحسن، رئيس وكالة الأنباء الفلسطينية،،

السيد فيصل الشبول، نائب أمين عام اتحاد وكالات الأنباء العربية،،

السيد جورج بينتاكيس، أمين عام اتحاد وكالات أنباء المتوسط،،

سعادة الأخوة سفراء وقناصل الدول الشقيقة والصديقة،،

الأخوة أعضاء اللجنة التنفيذية والمركزية والقيادة والوزراء،،

سيادة رئيس مجلس القضاء الأعلى، السيد النائب العام،،

السيدات والسادة ضيوفنا الأعزاء،،

السيدات والسادة الحضور،،

أحمل لكم من السيد الرئيس محمود عباس، رسالتين. رسالة اعتذار لعدم تمكنه من مشاركتكم هذه الاحتفالية، ورسالة تقدير وإعجاب لدوركم المميز في دعم الكفاح الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال. ولولا ارتباط دولي طارئ متصل بتحركنا الدبلوماسي لوضع قضيتنا على رأس سلم الأولويات لإنقاذ منطقتنا من مخاطر السياسات اليمينية الإسرائيلية، لما فوّت سيادته هذه الفرصة، ولما تردد في أن يكون معكم وبينكم كما وعد.

أهنئ وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا' بعيدها الأربعين، وأرحب بضيوفنا الأعزاء الكرام، ممثلي وكالات الأنباء العربية والعالمية، الذين تكبدوا عناء السفر لكي يكونوا معنا، نقول لهم أهلاً بكم فلقد رفعتم معنوياتنا بحضوركم، وقد تكون هذه المناسبة التي تجيء في ذكرى نكسة 1967 فرصة لضيوفنا للإطلاع والتعرف على واقع شعب صابر مكافح عقد العزم على نيل أول حق من حقوق الإنسان وهو أن يعيش حراً كريماً في دولة مستقلة أسوة بشعوب الأرض كافة، دولة يطلق فيها إبداعاته ويطور فيها مقدراته، ويحقق على أرضها رخاءه وازدهاره، ويرسم بين حدودها مستقبله ودوره في إرساء السلام والأمن والتعايش بين شعوب المنطقة كافة.

في مثل هذه الأيام من عام 1972 اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني قراراً بتأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية 'وفا'، وكلفت بمهمة جمع الخبر الفلسطيني من مصادره الأصلية ومنابعه الصادقة ونشره وتعميمه على أوسع نطاق. كانت البدايات متواضعة وقد عشتها، عدد قليل من المناضلين في صفوف الثورة الفلسطينية لا يتجاوزون في ذلك الوقت عدد أصابع اليد، بإمكانيات فنية محدودة، ومهارات صحافية متواضعة، لكن بإرادة لا تنثني وعزم لا يلين على القيام بهذه المهمة الجديدة النبيلة غير المألوفة لنا كعمل مؤسسي، وبالتدريج ويوماً بعد يوم، نمت 'وفا' بأدائها واتسع نطاق تغطيتها بعد انضمام العديد من المتطوعين، فلسطينيين وعرباً وأجانب، وباتت تصدر النشرات الإخبارية بعدة لغات، وملاحق الرصد الإخباري للمحطات الإذاعية الإسرائيلية، ثم تطورت الوكالة بتوزيع الصور المرافقة للخبر، وارتبطت بشراكات مع وكالات صديقة في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، مما أدى إلى توسيع دائرة المعرفة بالشأن الفلسطيني واستقطاب التعاطف مع شعبنا والتفهم لقضيته على المستوى الدولي، فتكامل العمل النضالي مع الإعلامي وتحقق الهدف في إيصال رسالة شعبنا وصورته التحررية للعالم.

وفي الوقت نفسه أولت وكالة 'وفا' اهتماما خاصاً بتطوير مهارات العاملين لديها، وتمسكت بالموضوعية والمصداقية التي شكلت البوصلة لها منذ يوم النشأة وحتى يومنا هذا.

لم يكن لهذه الوكالة العريقة أن تمضي بنجاح لولا أولئك النفر من الرجال، قادة وكوادر، فهم من شق الطريق في أقسى الظروف وتحت وابل القذائف. وبفضلهم ضربت 'وفا' جذورها في الأرض وتابعت مشوارها المهني الصعب، فلم تهتز برحيل مؤسسيها، ولم تنثني أو يتراجع الأداء أمام عواصف الارتحالات المتكررة من بيروت إلى تونس إلى طرابلس إلى قبرص إلى غزة، وأخيراً ها هي هنا في رام الله الآن تستعد لارتحالها الأخير إلى القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة بإذن الله.

عندما نعود بالذاكرة إلى الوراء سنعرف حتماً مدى التطور المشهود وما الذي أضحت عليه وكالة 'وفا' الآن، وسنفتخر حتماً بما حققته من توسع وانتشار وتنوع في خدماتها، ومهنية في أدائها، وامتلاك لكل أدوات التحكم لآخر ما وصلت إليه علوم الإعلام والاتصال وتكنولوجيا المعلومات، فكانت السرعة والموضوعية والمصداقية. وتعزيزاً لهذه النقلة النوعية في تطور الوكالة فقد صادق السيد الرئيس محمود عباس العام الماضي لقناعته برسالتها واستكمالا لرعاية الشهيد الرمز أبو عمار لها على قانون تنظيم عمل وكالة 'وفا'، ونحن الآن بصدد إقرار أنظمتها الإدارية والمالية الجديدة التي تحررها من كل قيد يعيق التقدم نحو الآفاق الرحبة للمستقبل.

إنها تجربة غنية ومميزة، لكنها في الحقيقة جزء من تجربة أعم وأشمل. فما حققته مؤسساتنا في حقل الإعلام جاء مرافقاً لما حققته كذلك مؤسساتنا الأمنية والاقتصادية والصحية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، كل في حقله واختصاصه وطبيعة عمله، بالرغم من شح الإمكانات في كثيرٍ من الأحيان وقد شهدت لنا كل المؤسسات الدولية المختصة بالجدارة في بناء مؤسساتنا وبالرشد والشفافية في إدارة حكمنا وبالعدالة في قضاءنا وبالنزاهة في انتخاباتنا وبالمساواة بين مواطنينا وتوفير الأمن لمواطننا. حتى أن منظمات دولية عدة وصفت ما حققته السلطة الوطنية الفلسطينية من منجزات على هذه الصعد بأنه قياسي ويفوق ما تحقق في بلدان عديدة انتزعت حريتها وأقامت دولها المستقلة.

أيتها الأخوات ايها الأخوة ...

لقد التزمنا أمام العالم ، بأن تكون مؤسسات الدولة جاهزة عندما تنتهي المفاوضات بجلاء الاحتلال عن أراضينا، ونفذنا التزاماتنا بالكامل، واخترنا الشرعية الدولية والسلام سبيلاً لنيل الحرية، وبذلنا كل جهد ممكن لبناء نظام ديمقراطي تعددي شفاف، وكان من المفروض بالمقابل أن تحترم إسرائيل التزاماتها، لكن توقعات أصحاب الرؤيا التي أعلنوها جهاراً نهاراً اصطدمت بحقيقة شديدة المرارة، وهي أن إسرائيل لم تترك سبيلاً يفضي إلى تقويض عملية السلام إلا واتبعته، فشنت حملات استيطانية مسعورة لا سابق لها على أراضينا، وقطعت أوصال مناطقنا، وتابعت عملياتها المبرمجة لتغيير معالم القدس العربية عاصمة دولتنا، ورفضت الدخول في مفاوضات جادة حول مسألتي الحدود والأمن كما اقترحت اللجنة الرباعية الدولية، وزادت على ذلك كله أن أطلقت العنان لمستوطنيها ليعيثوا في أرضنا حرقاً وتدميراً واعتداءات على مواطنينا تحت سمع وبصر جنود الاحتلال بل وبحمايتهم.

ومن هنا أقول بصراحة إننا لم نفهم معنى التصريح الذي نسبته صحيفة 'يديعوت أحرنوت' للرئيس الأميركي يوم الأربعاء الماضي أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في أميركا حيث قال 'بأنه ليس واضحاً له ما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرغب حقيقة في التوصل إلى سلام مع إسرائيل'، فالرئيس أوباما هو صاحب الرؤيا بوقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، فهل غيرنا نحن موقفنا؟! أم أن هناك متطلبات ومقتضيات تستلزمها الانتخابات الأميركية ؟! .. نتساءل خاصة وأنه لم يصدر نفي رسمي ..؟؟!! ، راجعنا بدورنا الإدارة الأمريكية ومع أنهم قد أخبرونا بأنه تم تحريف تصريحات الرئيس أوباما وتطوعنا بالنفي لما قالته الصحيفة الإسرائيلية، لكنه قيل لنا إن نص تصريح الرئيس أوباما هو ما نصه' بأن الطرفين لديهما معيقات داخلية تمنعهما من التقدم بالمسار السياسي'.

وهنا نؤكد أن مجرد المساواة بيننا وبين الجانب الإسرائيلي في تعطيل عملية السلام هو ظلمٌ إجحاف وتجني على الجانب الفلسطيني بالنظر إلى ما أعلنه الرئيس أوباما نفسه كأسس للعملية السلمية.

نأمل أن نكون مخطئين ، ولا نود أن نذهب بعيداً في استعادة سيناريوهات سابقة إلى الأذهان عندما قالوا عن الرئيس الخالد ياسر عرفات أنه ليس شريكاً، لا نريد أن نذهب بعيداً لأننا حريصون على العلاقات مع الولايات المتحدة ومع الرئيس أوباما .

أيها الضيوف الأعزاء، سترون بأم العين كيف تخنق المستوطنات مدننا وقرانا، وتحرم مواطنينا من الوصول إلى أماكن رزقهم ومن حريتهم في التنقل، وعمليات التهريب من هذه المستوطنات لمنع اقتصادنا من النمو، ينهب الاحتلال مياهنا وثرواتنا ومحمياتنا الطبيعية ، ويحارب السياحة للأماكن المقدسة بالعراقيل تارة والتخويف من الوصول إليها تارة أخرى، ويعطل خطوات شعبنا عن عمد من إمكانية بناء دولته المستقلة ذات السيادة على الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 67.

طالبنا، ومعنا العالم كله، إسرائيل، بالكف عن سياساتها الاستيطانية المدمرة لعملية السلام فلم نجد استجابة منها. وعلى الرغم من أننا قبلنا متابعة المفاوضات المباشرة معها بعد تنفيذ ما عليها من التزامات أقر بها العالم، فقد خضنا جولات من المفاوضات بكل التسميات غير المباشرة والتقريبية، ثم دخلنا في جولات جديدة من المحادثات الاستكشافية برعاية الأردن الشقيق والرباعية الدولية، فلم نفوت أية فرصة ولكننا في المقابل لم نصل إلى أي نتيجة.

لا زالت الحكومة اليمينية في إسرائيل ترفض الاعتراف بحدود العام 67 أساساً للمفاوضات حول الدولة الفلسطينية،  ولا زالت تعارض أي وقف أو تجميد للاستيطان، ولها مفهوم للأمن هو أقرب للتشريع للاحتلال والإقرار به، فعلى ماذا نتفاوض إذن؟.

اتجهنا إلى الأمم المتحدة، وطالبنا بعضوية دولتنا على حدود عام 67 كدولة تحت الاحتلال وليست كما يزعم المحتلون الغزاة بأنها أراضي متنازع عليها فواجهتنا الضغوط الأميركية لثني أعضاء مجلس الأمن عن قبول طلبنا، وهددتنا بالفيتو وبالويل والثبور وعظائم الأمور.

توجهنا إلى اليونسكو، وبإرادة شعوب العالم الحر نجحنا في انتزاع عضويتنا في هذه المنظمة إقراراً واعترافا بما قدمناه للإرث الثقافي والحضاري العالمي فواجهتنا الولايات المتحدة وإسرائيل بالضغوط وبالعقوبات التي فرضت أيضاً على منظمة اليونسكو. ومع ذلك لم نيأس ولم نستسلم ولم نفقد بوصلتنا وصبرنا بل تمسكنا بخياراتنا الأساسية في المقاومة الشعبية للاحتلال وجدار الفصل العنصري، وبمتابعة بناء مؤسسات الدولة وأقولها ثانية رغم قلة الإمكانيات.

لا بد أن يدرك البعض أن شعبنا لن يتوقف عن الوصول إلى هدفه وأن لا سبيل في عالم اليوم إلى غطرسة القوة والسلاح، ولا مكان للطغاة في هذا العصر الذي نعيش، وإن تذرع الحكومة الإسرائيلية بالتلكؤ حتى معرفة ما سيسفر عنه ما يسمى بالربيع العربي هو حجة واهية يضاف لما سبقها وما سيلحق بها من حجج وذرائع للتهرب من تنفيذ الاستحقاقات .

لقد انفضحت نوايا الضم والتوسع الإسرائيلية أمام العالم، وبالتدريج باتت السياسات الاحتلالية المقيتة هدفاً للإدانة وللنقد والاتهام من المجتمع الدولي، واتسعت دائرة الإدراك العالمي لما تمثله هذه السياسات من خطر على الاستقرار والسلام في منطقتنا والعالم أجمع.

واستناداً إلى هذا الإدراك، فإن القيادة الفلسطينية تدرس الآن الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في الوقت المناسب لنطلب قبولنا كعضو مراقب، بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي في رده على رسالة السيد الرئيس أن يعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 67 ووقف الاستيطان، وبذلك فإننا سنعيد قضيتنا إلى الإطار الدولي الذي أنشأها بقرار التقسيم عام 1947 ولنضعها على رأس سلم الأولويات، ومن واجب الأمم المتحدة أن تتولى مسؤولياتها إزاء هذه القضية التي تعد الأطول والأقسى والأكثر ظلماً ومرارة في تاريخ البشرية، وتشكل في نفس الوقت لب الصراع وجوهره في المنطقة باعتراف الأكثرية الساحقة في هذا العالم .

أيها الضيوف الأعزاء والأخوة الحضور الأجلاء ..

هذا كله إضافة إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها السيد الرئيس والقيادة الفلسطينية لاستعادة وحدة شعبنا التي عصفت بها رياح الانقسام . قدمنا كل ما يمكن تقديمة من مرونة وضمانات كي نمكن حركة حماس من القبول بمقتضيات المصالحة، وها هي حركة حماس وافقت أخيراً على السماح للجنة الانتخابات المركزية بتحديث السجل الانتخابي، ونأمل بان تكون عملية المصالحة قد بدأت خطواتها الأولى. لكن هذا لايعني ان كل العقبات قد أزيلت، نحن متفائلون بحكم توقنا إلى استعادة وحدتنا، لكننا حذرون بحكم تجربتنا الطويلة المتعثرة من محاولات كسب الوقت وإدارة الانقسام وليس إنهاؤه. نسأل الله أن ألا تخيب آمالنا وآمال شعبنا هذه المرة، فبدون وحدتنا لا حرية لنا ولا دولة ولا مستقبل، وبدونها لا أمل في حل ينهي معاناة شعبنا التي طالت أربعة وستين عاماً، إنها معاناة ممهورة ومعمدة بالدم والعرق والدموع، آلاف من خيرة أبائنا وأبنائنا استشهدوا على طريق الحرية وبعضهم ما زالت جثامينهم رهينة لدى قوات الاحتلال تحت مسمى مقابر الأرقام، وثمانمائة ألف أو يزيد أُدخلوا السجون والمعتقلات، وما زال الآلاف منهم حتى يومنا هذا وكأنهم الشهداء الأحياء خلف القضبان يخوضون معارك الدفاع عن أبسط حقوقهم الإنسانية. أراضٍ تصادر وبيوت تهدم ومزارع تحرق وكرامة يحاولون امتهانها ومع ذلك لا زلنا صامدين على أرضنا شوكة في حلق الاحتلال.

ومن باب الإنصاف القول إننا لم نكن وحدنا في هذا الكفاح العادل ضد الاحتلال، فقد اصطفت إلى جانبنا شعوبنا العربية الشقيقة، وكل قوى الخير والعدل في هذا العالم، ومنها قوى السلام الإسرائيلية التي على الرغم من ضعفها فقد قاومت بشجاعة منقطعة النظير مغامرات اليمين الإسرائيلي المتهور ومستوطنيه، وفضحت عنصريتة ومخاطر سلوكه على الشعب الإسرائيلي قبل الشعب الفلسطيني. إلى تلك القوى، والى كل من اختار جانب العدل والسلام نوجه تحية إعجاب وإكبار وتقدير، وإليكم، ضيوفنا الأعزاء، نوجه تحية ترحيب من القلب، وإليكم إخواني وأخواتي عهدنا بالثبات والصمود والمضي على درب الحرية حتى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

0 التعليقات:

Blog Archive

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المشاركات الشائعة

مدونة محمد فلسطين © تم التعريب بواسطة EmO-Al-IRAQ