الخميس، 16 أغسطس 2012

تفسير سورة الشرح

تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
1
((أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ)) يا رسول الله ((صَدْرَكَ))؟ وشرح الصدر توسعته بالأخلاق الفاضلة، فكأن صدر من لم يكن حليما أو سخيا أو عالما- أو ما أشبه - ضيق، كالإناء الضيق الذي لا يحتوي إلا على شيء قليل، والنسبة إلى الصدر لأن القلب الذي هو محل الفضائل في الصدر، ولعل وجه ذلك أن الإنسان إذا ضاق بأمر حمى قلبه، فيحتاج إلى هواء أكثر لتبريد القلب، فتنتفخ الرئة انتفاخا كثيرا مما يضيق الصدر حساً، ثم إن في الاستفهام حلاوة ليس في الإخبار.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
2
((وَوَضَعْنَا))، أي حططنا ((عَنكَ)) يا رسول الله ((وِزْرَكَ))، أي حملك الثقيل، فإن "الوزر" هو الحمل، وذلك بشرح صدرك حتى لا يثقل عليك حمل التبليغ، وهذا ما يحسه كل إنسان مرشد، فإنه في أول أمره يرى حملا ثقيلا عليه من جراء الإرشاد، ثم يتسع صدره - بفضله سبحانه - ويحس كأنه وضـع عنه الثقل، حتى يشعر أحيانا بأنه لا حمل إطلاقا.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
3
((الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ)) من ثقله، و"أنقض" بمعنى أسمع الصوت، فإن الإنسان إذا حمل حملاً ثقيلا سمع لظهره فرقعة، وهذا هو الإنقاض، وذلك من باب التشبيه للمعقول بالمحسوس.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
4
((وَرَفَعْنَا لَكَ)) يا رسول الله ((ذِكْرَكَ)) حتى يعرفك كل أحد بالصدق والأمانة وما أشبه ذلك، هذا بالإضافة إلى ما رفعه سبحانه بعد ذلك من ذكره في المآذن وغيرها.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
5
وإذ تقدم بيان أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صار في اليسر بعد ما كان في العسر، جاء السياق يؤكد هذه الحقيقة في مختلف أدوار الحياة لكل إنسان، ((فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) فإذا عسر الأمر على الإنسان واشتد كان لابد وأن يأتي بعده يسر وسهوله.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
6
((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))، هذا للتأكيد، مـع أن فيه تأسيساً، وهو كون "يسر" الثاني غير "يسر" الأول لأنه منكر، بخلاف "العسر" في الموضعين فإنه واحد، لكون اللام - سواء كان للعهد أو الجنس- توجب الإشارة إلى الحصة المعهودة، ولذا لو قلت: "اشتريت فرساً ثم بعت الفرس" فُهم أن المبيع هو المشترى، ولو قلت: "اشتريت فرسا ثم بعث فرساً" فُهم أن المبيع غير المشترى. وقد روي أن النبي (صلى الله عليه آله وسلم) خرج مسروراً فرحا وهو يضحك ويقول: "لن يغلب عسر يسرين فإن مـع العسر يسرا، إن مـع العسر يسرا." أقول: وقد نظم الشاعر ذلك بقوله:
إذا ضـاقت بك الدنيـا      تفكـر في ألم نشرح
تجد يسرين مـع عسر      إذا ذكرتهـا تـفرح
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
7
((فَإِذَا فَرَغْتَ)) يا رسول الله من أمورك الخاصة ((فَانصَبْ)) في الدعاء والعبادة، من " النصب" بمعنى التعب، أي أتعب نفسك في الاشتغال بالله سبحانه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة الليل
8
((وَإِلَى رَبِّكَ)) وحده ((فَارْغَبْ))، أي اجعل رغبتك فيما عند الله سبحانه، فإنه هو الذي سهل عليك الأمر، ويسر الحمل الثقيل

0 التعليقات:

Blog Archive

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المشاركات الشائعة

مدونة محمد فلسطين © تم التعريب بواسطة EmO-Al-IRAQ